10/03/2016

حفل الختام في قلبي على شرفك

لم أزهد في الحب يومًا ظللت ألهث باحثة عنه وكأنني أحيا به ومن أجله ولكن بلا جدوى
وحين توقفت عن البحث وأعلنت استسلامي وقررت البقاء وحيدة، طرقت بابي ولكنني لم أُجِب في البداية لأنني أردت أن أصمد على قرار وحدتي
استمريت أنت بالطرق ولم تتكاسل عن المحاولة وكأنني كنت لك هدفًا أو حلمًا

أحببتني وأسكنتني قلبك وما زلت أنا المترددة الخائفة أتقدم خطوة وأتراجع عشر
طَمأنتني أنك لست مثلهم ولا تشبههم
أقنعتني بتفردك وتميزك عنهم
وقد كنت محقًا فأفعالك سبقت أقوالك، لقد التمست فيك الاختلاف وأدركت معنى الاِئتِلاَف

صححت مفاهيمي المشوهة عن الحب وعن الارتباط
طهرت قلبي من شوائب أشباه الرجال الذين سكنوه قبلك
أحببت جوهري دون أن تَنْحازَ لمظهري
خَلَّقت في حبك لي توازنًا يشبع حاجات الروح والجسد وبه مُعلنًا احتلالك هذا القلب للأبد

صرحت برغبتك في منح هذا الحب الشرعية الاجتماعية والصلاحية الدينية لكي تتخطى معي حواجز المعقول واللامعقول
فكنت أنا تكملة نصف دين رجل نسجته في أحلامي فقط وبخيوط الأمنيات، رجل رسمته بفرشاة المستحيل على لوحة اللاموجود

ولكن رب كن فيكون صورك كما تمنيتك وجَسّدك كما رسمتك، بل أن الله رزقني أكثر مما تمنى عقلي البشري المحدود وأزهى مما رسمت فرشاتي.
فكنت أنت الرجل الذي نشأ في الخيال و تَجَسَّدَ في الواقع.

8/13/2016

مرآة بلا انعكاسات

 يرون أخطائنا وتقصيرنا
محترفون في قلب الطاولة علينا والفوز بمكانة المخلص الوفي
يستطيعون التخلي عنا وكأننا وشاح يُرتدى في الشتاء وإذا حل الصيف ولم تعد لهم بنا حاجة نُترك كما تترك بقية الملابس الموسمية.
الخطأ والتقصير كفيل بخلق الفجوات بيننا وقطع حبال المودة، بلا مراعاة لظروفنا ودوافعنا.

نرى أخطائهم ونُدرك تقصيرهم
نحتسب الأعذار ونخلق التبريرات ونلقي باللوم على أنفسنا لحماية انعكاساتهم في مرآتنا
نُكذب أعيننا ونُشكك في أذاننا فقط لننصفهم، نعلم يقينًا بحقيقتهم ولكن القلب أختار أن يكون أعمى عن أخطائهم وبصيرًا ممجدًا لإحسانهم

هؤلاء الناس مرآتهم بلا انعكاسات، لا يرون حقيقتهم مع أنهم يترصدون انعكاساتنا ويدققون في كل تصرفاتنا نظراتنا وهمساتنا
مرآتهم لا تعكس دواخلهم، مرآتهم تظهر صورهم المجردة من جوهرهم.


ولكن لعل العلة في المرآة.

4/24/2016

عالقة في المنتصف

الحياة رحلة وطريق كُتب علينا المضي فيه
سنمضي رغم اختلاف الدروب

ولكني فقدت خارطتي وفقدت بوصلتي
لم أعد أعرف أي طريق أسلك ولا أَفْقَهُ في الاسترشاد بواسطة النجوم
قررت المضي في رحلتي وحيدة 
وها أنا أتُوق لرفيق درب يشاركني التَّوَهان يطمأن قلبي أننا سنهتدي وسنجد بر الأمان

ولكن لا رفيق ولا دليل للطريق!

فكرت في الرجوع من حيث أتيت ولكن خطوتي قد تم محوها
ولانشغالي بسرعة تقدمي والانتهاء من هذه الرحلة لم أحفظ تفاصيل ومعالم دربي 
لم أسِرْ بتأني فأضلتني العجلة
فلم أعد أعرف كيفية الاستمرار ولا أقدر على الفرار

عالقة في المنتصف بين ماضي هربت منه ومستقبل أركض له دون أدنى علم بخباياه ولا ثقة بعطاياه

لعلي أصادف رحالة اختار نفس الطريق فأهتدي بنوره ويكن لي مرشدًا حتى أبلغ وجهتي

ولعل قدري الاندثار بين نُفور من ماضي وثُبور في مستقبل

1/21/2016

أمومتي بين الرغبة والرهبة


كلما حاربت فكرة الأمومة باغتني شعوري بها عند رؤيتي لطفل جميل أو حينما أحمل طفلًا بين يدي.
ولكني أتذكر ذلك الحمل الثقيل فأصرف تفكيري عنها تمامًا

أنا الأنثى التي تقاذفتها الرغبة والرهبة وجعلتني ما بين البينين
أريد أن أكون أمًا ولكنني أخشى ذلك

الرغبة
أن تحيا روحك يا صغيرتي بين أحشائي وأكون أنا بوابة عبورك للحياة
أن أعلمك يا صغيرتي كل ما تعلمته أمك في حياتها
أن أترك لك حرية رسم طريقك
أن أؤمن بك وبقدراتك
أن أحترم رغباتك ولو خالفت ما أريده لكِ
أن أحترم رغبتك في التجربة ولو كنت أدري عواقبها مسبقًا
سأكون لك الصديقة والأخت قبل كوني أمًا
ستكونين أنتِ نتاج خبرتي في الحياة
ستكونين تلك النطفة المُحسنة مني
سأحمي قلبك من كل ألم وعقلك من كل فكر ضال
سأهدي لك وقتي وسأشاركك نجاحاتي لكي تتعلمي مشاركتها مع الآخرين لاحقًا
سأعلمك أن أنوثتك مصدر قوة وليست ضعف وعاطفتك نعمة وليست نقمة
سأحسن من نفسي لكي أكون قدوتك ولكي تؤمني بي يا صغيرتي

الرهبة
أن أفشل في منحك حياة كريمة وبيئة سليمة يشتدّ عودك بها
ألا أطيق تعب الأمومة وتنفر نفسي من المسؤوليات الكثيرة
أن أكتشف بعد إنجابك أنني لا أصلح أن أكون أمًا فأكون جنيت على روح لا ذنب لها
أن تتسلل الأفكار الضالة لعقلك فتلوث ما كنت أطمح لبقائه طاهرًا
أن يقتحم قلبك رجلًا فيهلكه ويسرق منك مشاعر الحب مجددًا
أن تهيمي في الأرض فسادًا بدل الإصلاح وأن تفشلي بدل النجاح
أن تلوميني في يوم على جلبك لهذه الحياة -كما فعلت أنا في وقت سابق-

أخشى من وقفة الحساب أمام المولى حينما اسأل عن روح لم أحسن تربيتها وعقل لم أحسن إنشاءه وفكر لم أحسن تكوينه
أخشى على نفسي وعليكِ يا صغيرتي
أخشى عليكِ وأنت مجرد خيال فكيف إن نفخت فيكِ الروح


سأبقيكِ حلمًا ❤️

1/18/2016

طفلتك يا أمي أصبحت امرأة

 رزق الله أمي بي، طفلتها الأولى أنا
أنا أول من زرع في قلبها شعور الأمومة وأنا مؤنستها آنذاك.
أنا من وهبتني وقتها وكرست حياتها لتربيتي
أنا من فضلتني على نفسها ومنحتني كل ما تملك وما لا تملك.


كم أنا ممتنة لربي لأني من جوف هذه العظيمة.


وها أنا يا أمي من طفلة بين ذراعيك لامرأة تستقي خبرتها منك وتتغنى بمبادئك بل وتقتبس كلماتك ومقولاتك.


إن كان النجاح مقدرًا لي فأنتِ سببه
وإن كنت صالحة فلأني من نسل أكثر النساء صلاحًا

فكونك أمي يجعلني الأكثر حظًا وسعادةً حتى أن الحزن يخجل من زيارة قلبي وأنتِ من تسكنه.


ولكنك يا أمي وضعتي على عاتقي حملًا ثقيلًا وهو أن أجعلك فخورة بي ومطمئنة أن حياتك لم تذهب سدى
فكل ما زرعتيه بداخلي قد أثمر وكل ما أنا عليه هو بفضلك –بعد الله عز وجل-.

عاهدت نفسي يا أمي أن أكون كما يتمنى قلبك وكما تخيل عقلك
عاهدت نفسي أن أكون أكثر نساء الأرض نجاحًا

سأكون تلك المرأة التي تقولين بكل فخر أنها ابنتك وأن ماهي عليه هو من صنع يديك


أحبك أمي.

1/10/2016

كأنني لم أعد أعرفك

اختتمت عامي بك معلنة إيجادي للنعيم، لقد عشت أشهري الماضية فوق السحاب، غمرتني السعادة التي نسي قلبي ملامحها لأنه اعتاد على ملامح الحزن الشاحبة، تلك الملامح التي لم تبتسم له يومًا ولم تحتضنه وقت بكائه ولم تأويه في وقت تشرده.

شرعت أبواب عاطفتي لك، رميت بأثقالي على كاهلك لأني ظننت أني وجدت المأوى الذي يستحقه قلبي.

ثم قررت أن تدخل لتلك الحياة الباهتة، نعم يا سيدي دخلت تلك الحرب الباردة بيني وبين نفسي معلناً السلام بينهما.
لا أنكر أني قاومت اقتحامك لي ولكني ما لبثت حتى رميت نفسي في أحضانك مختبئة بين ذراعيك أحتمي بك.

أخبرتك أني منهكة وقلبي لن يتحمل خذلانًا جديدًا ولن يتقبل عقلي فكرة الفشل في الحب مجددًا فوعدتني أنك لن تؤذي هذا القلب ولن تشتت هذا العقل بل أخبرتني أنك ستكون بجانبي تدعمني وتزيدني إصرارًا في كفاحي مع الحياة.


ولكن حدث مالم يكن في الحسبان، وحتى لو كان في الحسبان مازال حدوثه مبكرًا!
كأن حبك لي تبخر في الهواء أو أنه كما أخبرتك سابقًا "اندفاع عاطفي" وسيزول في غضون أشهر.
وكأنك لم تعد تشعر بي كما كنت تفعل ولم تعد ترغب بقربي كما كنت تريد. قررت إبعادي من حياتك ومن يومك بدون سابق إنذار ولا تمهيد.
ولكني أخبرك بأني حقًا أحبك لأنني رغم ابتعادك عني أشتاق إليك ورغم غضبي منك أحن إليك وأنتظرك ومهما تخطئ أجدني أعفو عنك بلا وعي.
خاصة عند تلك اللحظة التي تجمعني بك أنسى كل الغضب والحزن والألم الذي كان يسكنني بل أنني أنسى وعودي وتهديداتي التي كنت سأقولها لك.
أرفق بذلك القلب لأنه كان ميتًا وعادت إليه الحياة على يديك.

11/19/2015

في ضيافة الوحدة وكرم اليأس


حينما توجه لي الحياة صفعتها الكبرى وتبكيني بدل الدمع دماً
حينما أصبح غريبة عن نفسي لا أعرفني ولا أعرف دائي ولا دوائي
حينما يضيق صدري فلا يعد يتسع لقلبي ومشاعري
حينما يزجرني عقلي لأنه تعب من التفكير
وحينما أغرق في بحر حزني فلا أجد المنقذ ولا الرفيق، تتقاذفني أمواج العجز والضعف.

سوف تستضيفني الوحدة في دارها
سوف تحتضنني جدرانها وتخفي ملامحي في ظلمتها
ستبذل قصارى جهدها لكي تبقيني في عقر دارها ستوفر كل سبل الراحة لي حتى لا أغادر منزلها
ستوهمني بالأمان والاحتضان


الوحدة
ذلك المنزل المظلم، أسواره عالية، غرفه مظلمة لا نوافذ فيها، وبابه يفتح من الخارج فقط.
عندما تدخل لكن يكون طريق الخروج مجدداً هو فتح ذلك الباب.
ظننت أني وجدت ملاذ الأمان وجدت الدفأ والحنان في منزل تلك المسماة بالوحدة.
كلما خرجت من منزلها عدت لها مسرعة وكأني أخشى الحياة بعيداً عن أسوارها وأهاب الخروج من نطاقها.

هي لا تجبرني على المكوث ولكنها زرعت في داخلي خوفاً هيا تعلم جيداً أنه سيشدني لها مجدداً كلما ابتعدت عنها.
كأني طفلة تخشى الضياع بعيداً عن حضن أمها
كأنني تلك السمكة التي تعلم أنها ستموت خارج الماء


اليأس
ذلك الجندي الجسور لن يكل ولن يمل عن إثباط عزيمتي
سيجاري اليأس كرم حاتم الطائي سيقدم لي ما لذ وطاب من الأعذار والأسباب
سيعمل جاهداً على جلب كل أصناف الحجج حتى يتأكد أني امتلأت هماً وغماً وأصابتني تخمة الفشل فلا أقوى على النهوض والكفاح.


اعذروني ولكننا مختلفين
فأنا خلقت لأرى النور لا لأختبئ خلف الجدران المظلمة
خلقت لأصعد للقمة لا للبقاء في القاع
خلقت لأتعايش مع المصاعب لا مع اليأس
خلقت لكي يخلدني التاريخ مع ركب الناجحين لا لأدفن في مقبرة الفاشلين